الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة طالبة تونسية تطرح أسئلة تعجيزية على الفيلسوف الفرنسي ادغار موران

نشر في  29 ماي 2015  (21:44)

إستضافت جامعة منوبة عشية يوم الجمعة 29 ماي الفيلسوف وعالم الاجتماع  الفرنسي إدغار موران الذي تولى تقديم محاضرة بعنوان "Ordre, désordre, organisation " وذلك أمام مدرج قرطاج الحداثة الذي إكتظ على آخره بالطلبة وبالأساتذة وبالمهتمين بكتابات وفكر الضيف.

وتطرق إدغار موران الى مفاهيم النظام والفوضى إنطلاقا من علوم الفيزياء وصولا الى علوم السياسة. ومما قاله المفكر الفرنسي المولود سنة 1921، أننا نعيش في عالم تتصارع فيه قوى النظام وقوى الفوضى معتبرا أن قصة العالم "قصة مخدوشة" (une histoire heurtée) بما حدث فيها من كوارث طبيعية ومن سقوط للإمبراطوريات على غرار الإمبراطوية العثمانية والرومانية والفراعنة. فمن كان يتوقع نهاية هذه الكيانات العظمى؟

وأضاف الفيلسوف صاحب عديد المؤلفات على غرار "وحدة الإنسان" و"الانسان والموت" أنّ العالم يقع تحت سطوة تجاذبات النظام والفوضى وهو ما قد لا يخدم التطلعات الإنسانية. وفي هذا السياق، قال موران إنّ الديمقراطية لا تعني الفصل بين السلطات والإنتخابات فقط بل إنها تتغذى من تعارض الأفكار في إطار نقاش متحضر ولا في إطار مواجهات مسلحة تستعمل فيها "الكلاشنيكوف". وبيّن موران أنّ الديمقراطية تعني أيضا إحترام الأقليات وإذا لم يتم إحترام الأقليات فإنّ الديمقراطية تفقد معناها معترفا أنها نظام سياسي هش "un régime fragile".

وواصل موران فكرته قائلا إنّ الديكتاتوريات عادة ما تكون لها "حقيقتها" التي تحاول فرضها مثل النازية أو الشيوعية الستالينية أو الأنظمة التيوقراطية التي تعتمد على الحقيقة الإلاهية بينما أنّ الديمقراطية تعني غياب القمع بإسم حقيقة واحدة "on ne tyrannise pas au nom d'une vérité". 

هذا ولفت إدغار موران النظر الى تعدد الأزمات وبؤر التوتر وإزدياد الفوارق الإجتماعية في العالم وذلك رغم التوحد التكنولوجي والإقتصادي"l'unité techno-économique". وقال موران إن الوضع الحالي يتطلب تغييرا على مستوى القوانين وإننا بحاجة لمقاومة قوى التدمير "les forces destructives".

ولاحظ الفيلسوف الفرنسي أنّ للمجتمع، أي مجتمع، تركيبة معقدة، وعندما تكون درجات الحرية عالية، يصبح المجتمع مهددا بالتفكك "désintégration". وفي هذه الحالة، يجب توفر عدد من العناصر التي تسمح بوحدة المجتمع وبتماسكه، وهي وفق موران كالآتي:

-الوطنية "le patriotisme"

-التضامن "la solidarité entre les individus"

وشدد موران على فكرة أساسية وهي فكرة المجموعة "la communauté" التي يجب أن تكون حاضرة للنأي بالمجتمع عن التفكك.

وإثر المحاضرة، فُتح المجال لطرح الأسئلة غير إنّ إحدى الطالبات طرحت "أسئلة تعجيزية" على المفكر الفرنسي الذي قال إنه يفتقد الكفاءة اللازمة للإجابة عن هذه الأسئلة "je n'ai pas la compétence nécessaire pour répondre à ces questions" التي جاءت كالتالي:

-ما رأيكم في تطبيع الأساتذة مع الكيان الصهيوني؟

-هل صحيح أنّ التنظيمات الصهيونية تموّل الجمعيات التي تدافع على المثلية الجنسية؟

-من يموّل جمعيات "الروتاري الخيرية"؟

 

شيراز بن مراد